عشقتك وحسم الامر بقلم نهال مصطفى
الفصل الاول
سكون تام يحتل تلك القريه مع مطلع الفجر ورحيل الطيور من فوق اغصانها باحثه عن مصدر رزقها .. نسمات باردة تختلط بدموع حارة ارهقها ۏجع الانتظار الاشبه برياح عاتيه تأكل في حواف صخرة مازالت متظاهره بالقوة ولكن ما ينهش من ارجاء صلبها لست بهين .
واقفه امام شرفة غرفتها تنظر للقمر في ليلة تمامه وتري وجه حبيبها يتربع علي سطحه فجميع العشاق ينظرون الي القمر ويتاملون نوره وبريقه واستدارته الا هي كان لديها نظرة خاصة اليه تنظر الي عتمته اكثر من نوره .. تعرجاته تبهرها اكثر من حدقة استوائه تنهدت بحرارة قلوب عشاق الارض واضعه كفها الصغير فوق قلبها قائله
ابتعدت عن شرفتها النائيه عن الانظار قليلا للخلف واوشكت علي قفل بابها الخشبي فجاه اعتلت صوت شهقتها بمجرد ارتطام الحجر الصغير المقذوف نحوها .. زفرت بضيق ثم استجمعت شتات قواها متوعده فنظرت من النافذه تبحث عنه بعيون متلهفه كمن يبحث عن النور في عتمة الظلام
قطبت حاجبيها قليلا باندهاش
وه راح فين المچنون ده !
استدارت راسها يسارا علي مصدر الصفير الهادي فوجدته امامها ناظرا اليها بعيون لامعه قائلا بثقة
خابر زين انا عتقدريش تنامي قبل ماعيونك تشوف ضي عيني .
اخفت ابتسامتها وارتسمت ملامح الجديه
اصل ولد الهواري واخد عهد علي نفسه مايوصلش البر غير علي يدك يابت العتامنه .
اجابته معانده بصوت بدأ منفعلا ثم انخفض فجأه
قولت لاه ... ولاه يعني لاه ولو اخر راجل في الدنيا ياولد الهواري مش هتجوزك .. وعند بعند
زمجرت رياح غضبه محاولا خفض نبرة صوته وهو يلتفت يمينا ويسارا
ليييه اكده ناقص يد ولا رجل انا !!.. قدامك سبع الرجال بنات البلد كلهم يتمنوا نظرة من عيني .. وانا منفضلهم عشانك ياواخده قلب وعقل سليم لحسابك .
ابتسمت معانده كإنها اقسمت ان تحارب جيوش مشاعرهما
وانا قولتلك لاه ياسليم .. واللي مابينا بقي ډم وماعينضفيش غير پالدم .
اجابها بنبره حب
وانا دمي كله فداكي ياقلب سليم من جوه .
لاااه ډم عيلتكم كله مش هيكفي اللي عمله عمك وهرب .. دا قتل ابوي ياسليم عارف يعني ايه !
لاح اليها بكف غاضبا
وهو عشان غلط ارتكبه عمي عاوزه تقتلني انا يا وجد!
اللي عندى قولته ياولد الهواري .. ويلا امشي من اهنه بدال مااصوت والم عليك الخلق وياريت تبطل حركات العيال دي هتفضحنا .. واللي بينا كان ماضي وخلاص خلص .
لما تبطلي تستنيني كل ليله اهنه .. هابقي ابطل اجي يابت العتامنه .
دقت طبول قلبها لكلماته التي ارتوت بها روحها واحيت نضفة فؤادها وبعد برهه عاود ندائه اليها بحزم
وجد .. اول واخر مرة اجي اهنه وتبخي السم دا من خشمك فااهمه .. قاطعش انا الطريق دا كله وداخل بيتكم كيفي كيف الحراميه وفالاخر تسمي بدني اكده .. !!
تنهدت بۏجع وهي تلقي بانظارها بعيدا تستكشف المكان خشية من كشف امرهم .. فقالت بصوت منخفض
يعني انت عاوز ايه دلوق !
لمعت عينيه بحب قائلا
عحبك ..
اخذت نفسا عميقا وهي تترقبه بعيونها وهو مغادر قصرهم من تلك المخبيء الذي اكتشفاه سويا منذ ١٠ سنوات خلف شجرة التوت باب خشبي صغير في حائط السور طوله متر يتسلل منه سليم كل ليله ليري النور من عيون وجدانه ومنبع العشق بداخله .
بعد ما اطمئن قلبها برحيله سالما قفلت نافذتها تلك الجميله ذات العينين السوادتين اللاتي يحاصرهما الكحل الغزير والشعر الداكن الطويل والبشرة الخمريه متوسطه الطول ذات جسد ممشوق كمثري قليلا مما يعطيها جمالا عربيا اصيلا انها الدكتوره
وجد سالم عتمان صاحبة الخامسة والعشرون عاما .
جلست في منتصف مخدعها حائره ما بين قلبها والعادات والتقاليد .. كالحائر ما بين الشوك والعلقم كلاهما اذي ولم يوجد لديها خيار ثالث .. قربه حدائق شوك ينغص عليهما ايامهم وبعدهما علقما يمرر سكر الحياه في قلوبهما
اعمل ايه انا بس ياربي يعني حب ١٠ سنين يدفن اكده وانسي عشان حاجه ولا انا ولا هو لينا ذنب فيها !!
قطع حبال افكارها صوت رنين هاتفها .. نظرت في شاشته وجدته سليم
اجابته بمضض عاوز ايه تاني ياولد